حُلُـم
ألا يا نَسيمَ الّليْلِ هَلْ هِجْتَ مِنْ نَجْـدِوَهَلْ يَسْتَريحُ الْقَلْبُ مِنْ حُرْقَةِ الْوَجْـدِ
حَلَمْتُ بِلَيْـلٍ قَـدْ تَـوارَتْ نُجومُـهُوأغْمَضْتُ ْعَيْناً بَعدَ دَهْرٍ مِـنَ السُّهْـدِ
سَمِعْتُ عَلـى بُعْـدي جَميـلَ بُثَيْنَـةٍيُسائلُ قَيْساً: هَلْ جُنِنْتَ مِـنَ الصَّـدِّ؟
وَ هَلْ نَكَأَتْ ليْلـى الجِـراحَ بِظَعْنِهـاوَ زادَتْكَ شَوْقاً حينَ زادَتْ مِـنَ الْبُعْـدِ
وَ هَلْ لَوَّحَتْكَ الشَّمْسُ مِنْ بَعْـدِ ظِلِّهـاوَصِرْتَ أَسيراً تَشْتَكـي وَخْـزَةَ الْقَيْـدِ
غَدَوْتَ وَظَبْيَ البيدِ فـي خِيْـرِ صُحْبَـةٍتَلوحانِ كَالأشْبـاحِ فـي غابَـةِ الرَّنْـدِ
فَصاحَ بِصَوْتِ الرَّعْدِ مِنْ حَـرِّ مـا بِـهِوأّحْسَسْتُ أنَّ الأرْضَ مادَتْ مِنَ الرَّعْـدِ
أَفَقْتُ عَلـى وَجْهـي تَلـوحُ ابْتِسامَـةٌوَتَصْطَخِبُ الأفْكارُ: ما الْحُبُّ في عَهْدي؟
سَألْتُ مِنَ الشُّبّانِ مَـنْ قَـدْ يُجيبُنـيبِرَدٍّ يُريـحُ الْفِكْـرَ لَـوْ جـادَ بِالـرَّدِّ
يَمُرُّ رَسولُ الحُـبِّ فـي العُمْـرِ مَـرَّةًوَأَنْتَ تُحِـبُّ كُـلَّ يَـوْمٍ بِـلا عَـدِّ
وِصـالٌ وَإلْهـامٌ وَ سَلْـوى وَرَوْضَـةٌولَيلى وَنجْـوى لا تَـزالانِ فـي المَهْـدِ
تَأَبَّطْـتَ أثْقـالاً تَـنـوءُ بِحَمْلِـهـاأَمَا في الفُؤادِ الغَضِّ شَيءٌ مِـنَ الزُّهْـدِ؟
فَقَهْـقَـهَ مُخْـتـالاً وَراحَ لِحـالِـهِوَعُدْتُ أُحيرُ الْفِكْرَ فـي حالَـةِ الضِّـدِّ
بَكَتْهُ عُيـونُ الغيـدِ فـي يَـوْمِ نَعْيِـهِفَمَنْ يا تُرى تَبْكيكَ لَوْ صِرْتَ في الَّلحْدِ
******